في زيارتنا للمنطقة راعنا الطريق المهترئ «المحفر» الذي يئن من هوله كل من وطأه خاصة ليلا لانعدام التنوير
العمومي والطريق لأكبر دليل على طول تخبط المنطقة في غياهب التخلف. وما يزيد من معاناة الأهالي غياب المدرسة فيقطع التلاميذ مسافة طويلة للذهاب إلى منطقة أخرى للدراسة وقد ورمت أقدامهم من المشي على الحجارة لذا عبر أولياء كانوا عائدين بأبنائهم من مدرسة عن استيائهم وتصرخ إحدى الأمهات: «أولادنا تعذبوا.. على الأقل يعملوا روضة للصغار» هي صرخات أولياء يطالبون بالتدخل العاجل لإنشاء مدرسة لأبنائهم ليدرسوا ويجتازوا الامتحانات في ظروف حسنة فمنطقة دون مدرسة كمنزل دون أعمدة وإن هذا لمثال صارخ عن العزلة التي تقبع تحت وطأتها المنطقة. كما تفتقر إلى مستوصف فيضطر الأهالي للعلاج في مناطق أخرى وهو ما يرهق خاصة ذوي الإعاقات وكبار السن. وفي حديثنا مع الأهالي يقول السيد حمادي بن الطيب الجزيري: «الماء دائم الانقطاع والطريق رديء وأطالب بالتدخل الفوري لتعبيده ... وهناك من يملك رخصة نقل ريفي ولا يدخل لمنطقتنا» كانت هذه صيحة فزع رجل ناهز الستين من عمره وذاق ذرعا بالوعود الوهمية لكن الأمل يراوده بأن تنتشل السلطات المنطقة من مستنقع الإهمال. هذا الرجل له ابن يدعى يوسف عمره 32 سنة «معاق ذهنيا لا يملك لا بطاقة إعاقة ولا منحة إعاقة» تقول والدة يوسف: «أتمنى أن يسعف ولدي بغطاء وفراش صحي لأنه جريح من ساقه إلى جنبه» ويتدخل العم حمادي ليقول كلاما يدمى له القلب: «كان نموت شكون يصرف على ولدي نتمنى يحظى ولدي بمنحة إعاقة قارة ونتهنى عليه قبل منام عيني». وتنقلنا الأقدام إلى منزل العم محمد الحبيب الذوادي عمره 70 سنة عمل في حضائر البناء ولم يحظ بإحاطة اجتماعية تضمن له جراية تقاعد وهو لا يملك مورد رزق لينفق على ابنه أيمن عمره 28 سنة و«البطال» وزوجته المريضة بالسكري وضغط الدم بالتالي تتطلب الرعاية الطبية المستمرة وهو ما أثقل كاهل العم الحبيب لذا يتوسل من تمكينه من مجانية العلاج وتمتيعه بجراية شيخوخة تضمن له ولزوجته العيش بكرامة. المنطقة عانت وما تزال من التهميش ولقد انتظر الأهالي انفراج الأمور لكن دون جدوى لذا يناشدون السلطات أن تمزق حزام البؤس المطوق للمنطقة وترفع سيف الإذلال المسلط عليها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire