بنزرت تبكي..

تحتفل بنزرت اليوم بعيد الجلاء الذي يعتبر حدثا هاما في تا ريخها فقد حارب اهلها و انتظر هذا اليوم طويلا الى ان تحققت امالهم و تحررت بنزرت من الإستعمار الأجنبي و مثل هذا اليوم كان من اسعد ايامها وجميع اهلها يحتفل و يستمتع بأجمل لحظة تعيشها بنزرت, لكن اليوم أين أهل بنزرت و أين الأجواء الاحتفالية؟ كان يجب ان لا يموت التريخ و أن تبقى هذْه الذكرى حية في قلوب أهل بنزرت... لم تكن تعلم بنزرت بأنه سيأتى يوم يتجاهل فيه اهلها هذه الذكرى كأنه لم يحدث شئ, فهناك من لا يعلم أصلا ماذا حصل في مثل هذا اليوم, فالكل يمارس حياته اليومية التي تعود عليها و يمشي على أرض الجلاء صامتا بدون اي شعور بالفخر و لا بالإعتزاز.

و هذا ما جعل بنزرت اليوم حزينة لونها رمادي محتارة...أتسعد ام تحزن على رؤية هذه الذكرى و هي تموت سنة وراء سنة, بنزرت الآن تبكي شهدائها الذين لم يكرموا كما يجب و تبكي دمائهم التي سالت لتحمي هذه الأرض من الأعداء و تبكي على اهلها الذين تجاهلوا الذكرى و قتلوا الماضي بسيف الزمن الذي تغير.

صحيح هناك البعض من المجتمع المدني و الكثير من الصفحات على الفايسبوك حاولوا ان يحيوا هذه الذكرى على طريقتهم لتعزيز تاريخها, لكن هذا لا يكفي فبنزرت هي ملك لجميع أهاليها و الكل مطالب بأن يساندها في فرحتها و يجدد إفتخاره بهذه الأرض الطيبة لأنها بالفعل تستحق كل الحب و الكثير من الوفاء...

آمنة المؤدب