قنطرة بنزرت, ربما
من أكثر الأماكن المثيرة إلى قلق و تذمر السكان و المتسببة في أغلب المشاكل و
الحوادث..أما الازدحام و تعطيل حركة المرور فحدث و لا حرج..إلا غير الأحاديث و
الأقاويل في أنها تجاوزت فترة الصلوحية و مهددة بالانهيار و السقوط في أية لحظة..و
هذا ما جعل كل عابري هذا الجسر يرهبون و يلعنون كلما مروا على ظلال القنطرة..و لا
ننسى أن بعض الصبية جعلوها مركزا للترفيه و القفز من أعلى الجسر..توجها إلى أحضان
البحر.
و الأهم من كل ما
ذكر هو لحظة مرور إحدى السفن و توقيف حركة المرور لرفع الجسر حينها تنقلب البلدة
إلى ملعب لكرة القدم فالكل يركض للوصول إلى الهدف..ألا و هو العبور إلى الضفة
المقابلة قبل صعود الجسر ببضع دقائق..لكن هيهات فقد أغلق العامل بوابة الجسر من
الجهتين..و الجميع يصرخ..و يشتم..ويلعن يومه ككل يوم...
...
لكن حين غروب
الشمس مع عبور الجسر تنسى كل ما حلُ بك بيومك جراء القنطرة..
فسحرها غريب..و
نورها يبعث متعة و بهجة تطفأ غضب و لهيب أزمات الحياة..و يوقض رنين قلب عشق نسيم
مهل من شاطئ "سيدي سالم" مرسلا معه حقيقة تكمن في أن بنزرت لا يمكن لها
أن تتخلى على رمز من رموزها..و هو القنطرة..
و كل الإتهامات
التي أسندت لها هي خطأ في حقها..و بريئة منها..و المذنب الحقيقي هو الإنسان الذي
لا يعترف بخطئه و عيبه و هو المسؤول على كل ما يحدث له من معرقلات و إشكاليا..و
هذا لعشقه للفوضى و قلة نظامه..
...
إذا حرروا الجسر
من الكره و الحقد..و ليباشر كل شخص بإصلاح نفسه..
آمنة المؤدب
آمنة المؤدب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire